responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لطائف الإشارات = تفسير القشيري المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 589
قوله جل ذكره:

[سورة الأعراف (7) : آية 178]
مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (178)
ليست الهداية من حيث السعاية، إنما الهداية من حيث البداية، وليست الهداية بفكر العبد ونظره، إنما الهداية بفضل الحق وجميل ذكره.
قوله جل ذكره:

[سورة الأعراف (7) : آية 179]
وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (179)
من خلقه لجهنم- متى يستوجب الجنّات؟
ومن أهّله للسخطة- أنّى يستحق الرضوان؟
ولولا انسداد البصائر وإلا فأىّ إشكال بقي بعد هذا الإيضاح؟ [1] ويقال هم- اليوم- فى جحيم الجحود، مقرّنين فى أصفاد الخذلان، ملبسين ثياب الحرمان، طعامهم ضريع الوحشة، وشرابهم حميم الفرقة، وغدا هم فى جحيم الحرقة [2] ..
كما فصّل فى الكتاب شرع تلك الحالة.
قوله جل ذكره: لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ.
أي لا يفقهون معانى الخطاب كما يفهم المحدّثون [3] ، وليس لهم تمييز بين خواطر الحق

[1] يغمز القشيري هنا بمن يقول بحرية الإنسان فى اختطاط مصيره باختياره وإرادته، ويرجع الأمر كله للقسمة.
[2] لاحظ مفهوم الجحيم، فى تصور الصوفية، وهو جحيم الفراق- هنا فى هذه الدنيا. وبعده جحيم الاحتراق فى الدار الآخرة.
[3] يقول السراج فى شرح «المحدّث» التي وردت فى الحديث الشريف:
«قد كان فى الأمم محدثون ومكلمون فان يك في هذه الأمة فعمر» المحدّث أعلى درجة من درجات الصديقين، ودلائل ذلك ظهرت عليه حين صاح في خطبه: يا سارية الجبل، وكان سارية فى نهاوند فسمع صوت عمر وأخذ نحو الجبل وظفر بالعدو (اللمع ص 173) .
اسم الکتاب : لطائف الإشارات = تفسير القشيري المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 589
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست